, 2025-06-15
سعد الأوسي
اينما تلتفت في العراق هذه الايام تطالعك اخبار مهرجانات و جوائز واوسمة ودروع والقاب كبيرة تتناثر هنا وهناك، تكريمات فنية واعلامية غريبة عجيبة ينظمها انصاف قـ وّادين وفاشينستات وبلوجرات من ذوات البوتكس والنفخ والشفط و نقل الشحوم من الكروش والخواصر الى المؤخرات، بتعاون ومساندة اراذل الاعلاميين (العظّامة) على وجه التحديد، وبرعاية نقابات ومنظمات (مهنية) يرأسها لصوص ونصابون محترفون لا يشبعون من المال الحرام مهما امعنوا في سحته.
ان غياب القوانين والموازين والقيم في عالم الابداع منذ عقدين من الزمن اوجد حالة من الفوضى والعشوائية وانعدام روح التفوق والتميز التي هي اهم دوافع الابداع وعناصر كينونته،
بحيث غابت الفوارق بين المنجز الأصيل والدخيل وبين الموهوب والموهوم. و ربما سهّل ذلك ايضاً انسحاب الكثير من نخب المبدعين الكبار و اختيارهم العزلة والاجتناب بعدما تساوت الگرعة وام الشعر وانفتحت الابواب الرصينة على مصاريعها فدخل الفاشلون والطامعون والاغبياء عاطلو القدرات عديمو المواهب واحتلوا المشهد وتصدّروه. وعلى هامش هؤلاء وجد النصـابون الاختصاصيون بغيتهم وصيدهم في هؤلاء الجـرابيع الذين تؤرقهم عقدة انهم بلا تواريخ ولا جذور تشرعنهم ، فاخترعوا لهم جذوراً صناعية واغصاناً هلامية برّاقة و ثماراً بلاستيكية مزوّرة كهوية مهنية وابداعية مزعومة. فصاروا يمنحونهم الجوائز والالقاب والصفات باسم منظمات واتحادات وجمعيات لا وجود لها الا في المشمش والخيال العلمي المريض، ولابد لجوائز القرود هذه من مهرجانات خنفشارية تدعى لها جوقة من الحاتات العـاريات والمـؤخرات المنفوخات والصدور المعدّلات لتشجيع اصحاب المالات من رجال اعمال وتجار اثرياء ومستثمرين كبار لتقديم الدعم تحت مسمى (الكديش الذهبي) و (الزمـال البرونزي) و (الزعطوط الفضي)، كلٌّ حسب تحمّل علباته العريضة لنوع (السطرة) التي يستحقها و (الخازوق) الذي يناسب (فتحته).
و بالنتيجة يجمع (الدخل) مئات الاف الدولارات واحيانا الملايين تبعا لنوع (الخدمات الخاصة) التي يعدهم منظم او منظمة المهرجان بتقديمها بعد ان يستعرضوا بضاعة العاهـرات اللواتي سيحضرن كضيفات (شرررررف) للمهرجان !!!!
وامام شاشات التلفزيون وفي مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام الالكترونية يجلس العراقيون ليشاهدوا خيبتهم وكسرة وجوههم امام العالم في هذه المهرجانات التي تعطي انطباعا مؤكدا انها مهرجانات برعاية الدولة المحترمة واشرافها، لانها غالبا ما تعقد في المسرح الوطني مسرح الدولة الرسمي او في ساحة الاحتفالات التي انشئت اصلاً للاستعراضات العسكرية و الاحتفاء بانتصارات الجيوش العائدة من المعارك متوجة بالشهادة والدماء الزكية !!!.
آخر هذه المهرجانات ستنعقد بعد ايام وكتب اعلى بوستره (مهرجان النعـال الذهبي) برعاية احدى النقابات للأسف !!!!
بتنظيم واشراف موظف يعمل في شبكة الاعلام العراقي نص ربع ردن صحفي !!!!
ولا ادري كيف يسمح لموظف ان يأخذ دور المؤسسة ويلغيها لينظم بصفته الشخصية مهرجاناً لتكريم الفن والابداع كما ادّعى (حضرته) ويجمع باسم المهرجان مئات الاف الدولارات من (الرعاة) اصحاب الشركات الفاسـدة، ولا يكتفي بهذه الهبرة الدسمة فحسب، بل يساوم الفنانين والمنتجين اصحاب الاعمال التي ستدخل في التقويم والتكريم، ليبيع لهم الجوائز والألقاب وشهادات التكريم (كل شي بسعره) !!!
و لايكتفي بذلك، بل يبيع حتى مقاعد الحضور ودرجة الاهتمام بالمدعوين والمدعوات بالتصوير والظهور المميز، ويكون هذا البيع كلٌّ حسب درجة عـريها وانتفاخ صدرها ومؤخـرتها، لان مثل هذه المهرجانات تجلب الزبائن (الثگال) وتعيد الى واجهة (الشغل) الوجوه التعبانة المنسية لعلها تجدد نشاطها.
(( ملاحظة عرضية توثيقية:
كل ما اوردته آنفاً مثبت عندي بالوثيقة والواقعة والقرينة والشاهد، وليس مجرد كلام حچيته ومشيت كما قال رياض احمد رحمه الله )).
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وادعوه بخالص الدعاء وانا مفرّع ومكشّف راسي، ان يهدي اولي الامر في دولتنا واكثرهم ملتزمون مواظبون على الطاعات ومسؤولون امام الله ان يضعوا حدا لهذه المهازل وان يعيدوا للدولة هيبتها في هذا الاطار، وان ينتبهوا الى ان صورتنا كشعب محترم اصبحت في الحضيض وكحكومة اصلاح توحي انها لا يهمها الصلاح ولا الحفاظ على ميزان الاخلاق العامة، و لوزارة الثقافة المعنية بالامر ان تقوم بمهامها وواجبها وعدم ترك حبال الامور سائبة متهتكةً بهذا الشكل، واذكركم جميعا حكومةً ووزارة ونقابات ان النظام (الدكتاتوري) السابق الذي تلعنونه في وقت كل اذان وصلاة كان ينظم مهرجانات عظيمة و محترمة رفعت اسم البلد عاليا في زمنها واعطت انصع الصور عن هوية هذا الشعب العريق، مع انهم كانوا نظاما وحزباً علمانياً، لم يأتوا للحكم باسم الله ورسوله وال بيته الاطهار عليهم السلام كما جئتم انتم وحكمتم فخالفتم عهد الله وميثاقه.
اوقفوا هذه الانحرافات واضربوا بمطرقة من حديد على ايدي ورؤوس من يعبث ويتلاعب باسم البلد وهوية الشعب والا فالامور ذاهبة الى الكارثة التي قد توصلنا ذات يوم الى اقامة نادٍ و مهرجان للعـراة في قلب العاصمة وعلى عينك يا تاجر ارضاءً لعيني شوشو و حوحو وسوسو ….!!